بول باسيل -
حوار صريح وعفوي وصادق، لا مواربة فيه، إنها صرخة ألم ناتجة من معاناة شبان لبنانيين لا يريدون لأبنائهم تذوق ويلات حرب لبنانية جديدة.. إيلي أسود صاحب بطاقة رقم 4 في القوات اللبنانية، ونائب رئيس هيئة قدامى ومؤسسي القوات، يخصّ قراء جريدة "الثبات" بحديث من القلب إلى القلب لتوجيهها إلى جميع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وطوائفهم.
كان اللقاء صريحاً وجريئاً لا مواربة فيه ولا تكلّف.. وليأتي الكلام موضوعياً كانت العودة للإرشاد الرسولي واتفاق الطائف والدستور ووثيقة حزب الله السياسية الصادرة عام 2009.
المشهد واضح جداً لحامل بطاقة رقم 4 في القوات اللبنانية إيلي أسود، الصورة بأبعادها المختلفة لبنانياً أو مسيحياً وبشقها المحلي أو الإقليمي - الدولي، نحن مشرقيون أبناء هذه الأرض المقدسة، ولبنان كمقرّ للأقليات هو وطن الرسالة والأنموذج الحضاري للشرق والغرب، كما يقول قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، برأيه اليوم هناك صراع للحفاظ على الوجود المسيحي، وفي لبنان نظرتان مختلفتان، الأولى تريد وتدعم المسيحيين للحفاظ على اطلالتهم الحضارية المميزة، إنسجاماً مع تاريخ الموارنة والمسيحيين الذين حموا اللغة العربية من "التتريك"، يقول: "نحن مشرقيون لا غربيون، المسيح عاش هنا، وخصّ لبنان أولى عجائبه في "قانا الجليل"، يضيف أسود: "هناك منطق مسيحي آخر يُعكّز على منطق "الشريعة" الإسلامية للوصول إلى السلطة، وفي نهاية الأمر هذا المنطق يأخذنا عن علم أو جهل لمنطق دفع "الجزية" والـ"إشمل"، فيكون مصيرنا إمّا الذبح على الطريقة الأفغانية أو تغيير ديننا أو الهجرة.."، قاطعناه للاستعلام وللاستفهام؟ يردّ أسود بكثير من الجدية، "علينا العودة إلى الصراع السنّي – الشيعي الذي يُعمل على إذكائه في المنطقة، تاريخياً شهدت العلاقة المسيحية – الشيعية صفحات تعاون واستقرار أكثر ممّا كانت عليه مع السنّة، في ذاكرتنا الجماعية لم يتعرض الشيعي للمسيحيين، العلاقة مع الأخوة السنة (بحكم كونهم أصحاب السلطة تاريخياً) شابها جو مع التوتر مع كافة الأقليات، ونحن بصراحة مسيحيون وسنة على مدى 50 عاماً بعد الاستقلال فشلنا في بناء وطن حقيقي، دولتنا كانت مزرعة، وللأسف تآمر العالم كلّه على المسيحي وقبلت السنية السياسية بالتآمر عليهم لتغيير معادلة السلطة الداخلية، وأقحموا الفلسطيني الذي أراد من لبنان وطناً بديلاً له"، يتوقف أسود قليلاً ثم يتابع حديثه: "الحريرية السياسية اليوم تتحدث عن "لبنان أولاً"، هذا الفريق السياسي للأسف لا يرضى بالمشاركة في الحكم، اعتادوا الحكم بانفراد، رفيق الحريري دوّن على السراي الحكومي "لو دامت لغيرك لما آلت إليك"، يا ليت الحريرية السياسية تطبّق هذا الشعار، الرئيس سليم الحص يضع على مكتبه "يبقى المسؤول قوياً إلى أن يطلب خدمة لنفسه، هل آل الحريري يطبقون منطق الشراكة الوطنية، أم يمارسون سياسة أمراء الخليج؟ الفرد في المشيخات والمملكات لا يقترب من صاحب السمو لمسافة 50 متراً، التعاطي بمعظمه يكون من خلال المستشارين، ووفق منطق الهبات المالية".
يتذكّر أسود معاناة المسيحيين وضرورة توحيد الجهود اليوم للحفاظ على وجودهم، يقول: "طرد الرئيس سليمان فرنجية المبعوث الأميركي دين براون، إثر طلب الأخير قبول الهبات المالية (11 ألف دولار لكلّ عائلة) لتهجير المسيحيين من لبنان والإتيان بالبواخر، فكار ردّ سليمان الجدّ حاسم بقوله "لديّ ولدان (صبيان) والشيخ بيار الجميل لديه شابان، والرئيس كميل شمعون لديه شابان أيضاً، وخلفهم من خلفهم، يوم الذي نموت جميعاً بإمكانكم التصرّف وفرض إرادتكم علينا".
جائزة "اللوتو"
يعتبر أسود أنّ حراك هيئة قدامى مؤسسي القوات جاء نتيجة تقاعس القيادة الحالية من القيام بواجباتها، يقول: "ظهورنا العلني جاء في العام 2007، بعد غزوة السلفية الجهادية حلفاء السيّد جعجع للأشرفية في 5 شباط 2006، وبعد اعتدائهم على الكنائس والناس وأملاكهم، وجاء نتيجة سوء إدارة القوات اللبنانية تنظيمياً وإدارياً ومالياً، رقم بطاقتي "4"، قبلي لا يوجد غير كميل شمعون وبيار الجميل (الجدّ) وبشير الجميل ثمّ إيلي أسود، هل مسموح ألا يُسألا فادي افرام (رئيس القوات اللبنانية 13 أيلول 1982 و9 تشرين الأول 1984) على سبيل المثال عن مقاربة من ضحوا داخل القوات، حزب الكتائب اللبنانية رغم الصراعات الجذرية بين من تناوبوا على رئاسة الحزب، حافظوا على تعليق صور رؤسائهم من بيار الجميل إلى إيلي كرامي فمنير الحاج إلى جورج سعادة فكريم بقردوني، هناك أصول واحترام للذين سبقوك، للأسف جعجع ينصّب نفسه قائداً أوحد للقوات، وهذا الأمر فيه احتيال وتدجيل وكذب، لأنّ وصوله إلى رأس هرم القوات جاء نتيجة الغدر والعنف والقتل والتصفيات".
مسيرة القوات برأي أسود، لا يمكن حذفها من الوجدان المسيحي، القوات ليست حزباً، قالها الرئيس بشير الجميل ونحن نرددها من ورائه، "هذا الوجدان إمّا أن تربحه القوات وإمّا تخسره، مع بشير كانت القوات تحظى به، مع سمير خسرته، وإلاّ فما هو سبب نجاح العماد ميشال عون مرتين متتاليتين في كسروان وجبل لبنان بأكمله؟"، ويضيف أسود: "جعجع غير قادر على مخاطبة الكبار، فيستعيض عنهم بمحاكاة غرائز الصغار، فلهذا السبب أطلب من الجامعيين والطلاب الاضطلاع على سيرة كلّ شخص قبل التحزّب لأي سياسي، أمر آخر يجب التوقف عنده، من أين لجعجع كلّ هذه الأموال وهو الرجل الوحيد الذي لم يمارس أيّ مهنة؟"، يضحك أسود مستهزئاً "مارست عمل المحاماة لمدة 40 عاماً، واستلمت 4000 ملف، ولم أنشئ ثروة، ليس لحدّ علمي أنّ السيد جعجع ربح ورقة "لوتو"، والأستاذ الكبير غسان تويني نعت قصر معراب بالقلعة، رافضاً تكرار الزيارة".
برأي أسود على جعجع تحمّل ما اقترفه من جرائم، حظي بالعفو عام 2005، "عال"، عليه أن يقوم بمراجعة ذاتية، أطالبه باعتزال السياسة، وبأقل تقدير إنشاء لجنة مصغرّة من بعض الأشخاص الموثوق بهم لاستنهاض القوات وتصفية الأمور، سألناه عن الأسماء، يضحك قائلاً: "تصوّر أنّ جماعته تقول إنه لا توجد أسماء لدينا، هناك شخص واحد اسمه سمير جعجع، هو بشخصه مع زوجته يقودان القوات، عن أيّة ديمقراطية يتحدث جعجع، إنها أوتوقراطية حزبية".
معراب
عن التواصل وضرورته يقول أسود: "رفضت مقابلته في معراب، إثر الدعوى المقدمّة من قبلي على سمير جعجع أمام محكمة المطبوعات منذ سنوات، على خلفية قدح وذمّ من قبل موقعهم الإلكتروني، تناولوا شخصي بطريقة مسيئة ولا أخلاقية، فاتصلت بالنائب جورج عدوان طالباً منه تصحيح تلك المهزلة، فكان جواب الأخير أنّ سمير جعجع لا يقبل بالذي يحصل، ومع رفضهم إزالة الإساءة عن موقعهم والاعتذار، قدمت دعوى قضائية بحقّهم، لأنه لا يجوز التطاول على كرامات الناس، فأرسل جعجع وفداً ضمّ مدير مكتبه إيلي براغيت وشخصين من آل مطر والعازوري، وتمنوا عليّ سحب الدعوة بعد الإطراء والاحترام الذين تحدثوا فيه عن شخصي، على اعتبار أنّ الموقع الإلكتروني لحزب القوات اللبنانية، ينقسم إلى شقين؛ أحدهما في لبنان والآخر في أميركا، والحزب لا يمتلك سلطة الوصاية على من هم في أميركا"، يضيف أسود "بعد سحب الدعوى، نقلوا لي رغبة جعجع اللقاء بي، وكان جوابي في حينها، لا أعترف بمعراب لا أرضاً ولا بناءً ولا سكاناً، فليكن اللقاء في أحد الأديرة، ومع اقتراب الانتخابات النيابية عام 2009، تمّ تأجيل اللقاء، وفيما بعد لم يحصل اللقاء".
يوضح أسود أنّ خلافه مع جعجع ليس شخصياً، إنه خلاف سياسي إداري محض، يقول: "إلباس الجهاديين" كرافات وجعلهم ديمقراطيين وفق النموذج التركي الأردوغاني لا يصحّ معنا، وإن أراد جعجع التكلم بالشريعة نحن مستعدون، ما الذي يحصل لأقباط مصر اليوم؟ أقباط مصر يلاقون اليوم الاضطهاد ومنبوذون، وكنائسهم تدمّر وهم فريسة تطرف إسلامي، وجعجع يحدثنا عن "حكم الإخوان"، هذه الفئة لا تؤمن بالديمقراطية على الإطلاق، كيف نأتي بمن أُغسلت أدمغتهم دينياً ليمارسوا الديمقراطية، الديمقراطية يمارسها أشخاص وأعون وأحرار الضمير ومنفتحون على الآخر، ولا يمارسها أشخاص يعتبرون كلّ آخر مختلف كافر".
من انتخب جعجع؟
نسأله عن علاقة قدامى مؤسسي القوات مع مؤسس فرقة "الصدم" حنا العتيق، يردّ: "حنا العتيق أحد أبطال المقاومة، ضحّى واستمرّ مع جعجع رغم معاركه مع العماد ميشال عون والجيش اللبناني، هذا الرجل انتفض في النهاية، رأى أخطاءً معينة تتعلق بالإدارة والسياسة وشاهد الهيمنة والتسلّط، لماذا لا يستمعون إليه؟ الفرق بيننا وبينهم أنه جاء إلينا، واستمعنا إلى هواجسه؟ طلب الإصغاء إليه، فهل نقول له "لا"؟ جلّ ما حصل هو استعراض المشكلة، وبرأي "الحنون" يجب استرداد القوات اللبنانية لأنها منحرفة، القوات في مكان، وجعجع ومن معه في مكان آخر.. ونحن حتى اليوم ما زلنا ضمن هذا الإطار من النقاش".
يعدد أسود النقاط الذي يختلف فيها مع جعجع، فيقول: "أولاً، هناك قراءة خاطئة من قبله لحكم الشريعة، حلفاؤه، هؤلاء يؤمنون بالديمقراطية مرّة واحدة، وسبق وشاهدنا ديمقراطية الجهادية العظيمة في أفغانستان والعراق وتونس وليبيا ومصر، وسبق واختبرنا ممارساتهم الديمقراطية في لبنان في المخيمات الفلسطينية وفي قتل القضاة الأربعة وفي الضنية وفي ذبح الشهيد ميلاد النداف بالطريقة الوحشية، ومن خلال مآثر فتح الإسلام في نهر البارد، ثانياً اتفاق الطائف الذي أفقد المسيحيين صلاحياتهم لا يزال جعجع يطالب بتطبيقه، خصوصاً أنّ الإرشاد الرسولي الصادر عام 1996 يتحدث عن مسألة ضرورة تطوير النظام السياسي في لبنان، ثالثاً يجب إيقاف هجومه على بكركي وعلى البطريرك الراعي، سيما أنّ كلامه الفوقي أمر مرفوض كلياً من قبلنا، رابعاً نطالبه بالاستقالة وتأليف لجنة مهمتها إعادة صياغة النظرة السياسية والإدارية والمالية الجديدة للقوات اللبنانية، لأن أموال القوات التي أعطيت من دم وعرق المجتمع المسيحي ليسوا لجعجع ولعائلته ليتمتعوا بها، فيما عائلات الشهداء تتضوّر جوعاً.. خامساً، يجب إعادة مؤسسات القوات اللبنانية ومن بينها الـ"lbc" إلى عهدة أشخاص موثوقين بهم، لأنّ جعجع كما مدير المحطة بيار الضاهر أساءا الأمانة، ونحن كهيئة قدامى لن نتخلى عن إعادة حقوق المسيحيين المشروعة.. سادساً يجب إعادة مال المجتمع المسيحي ووضعه بتصرف البطريرك شخصياً وأخصائيين لإنفاقه على عائلات الشهداء، وعلى شباب المجتمع المسيحي المهاجر والمُهجّر"، سألناه عن قدرة جعجع تنفيذ هكذا شروط، يردّ أسود: "يصطفل" سنتركه مع ضميره وربّه، هذه هي رؤيتنا، وإلاّ ليكمل كلّ منا طريقه.
يطالب صاحب بطاقة رقم 4 في القوات جعجع إيقاف تحالفه مع داعمي التوطين، يقول: "كانوا يتحدثون من أنّ التوطين فزاعة، ما رأيهم بتنازل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن حق العودة والقرار الأممي 194 أي التوطين؟ الأمر ليس "فزاعة" بل أمر واقع، وللأسف أشارت وثائق ويكيلكس إلى قبول جعجع بتوطين 130 ألف فلسطيني من دون أن ينكر الأخير ذلك ولو بخجل! يريدون نزع سلاح حزب الله لفرض التوطين، ونحن نقولها بالفم الملآن، ما دام سلاح حزب الله موجوداً لن يمرّ التوطين، ليتفضلوا وينزعوا سلاح المخيمات الفلسطينية، والسلاح العسكري الجهادي بسورية يريد دولة إسلامية.. وباعتراف رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا وفق تصريح له على محطة الـ"bbc"، أكّد أنّ الجهاديين يريدون إقامة دولة إسلامية، إذاً رهان مسيحيي من تبقى في 14 آذار على حكم الشريعة لإنصاف المسيحيين فيه قصر نظر وعدم معرفة بسياسة رئيس الوزراء التركي أردوغان، لأنّه يقدّم الإسلاميين أصحاب اللحى مع "الكرافات" إلى الغرب، من أجل إنشاء سلطنة إخوانية جديدة على شاكلة السلطنة العثمانية".
الخريف العربي.. وسورية
مقاربة إيلي أسود لما يُسمّى الـ"ربيع العربي" مختلفة جداً عمّا هو يسوّق لها إعلامياً، يقول: "إنها خريف عربي، هناك جنوح للفوضى وللأسلمة المغلوطة، الصراع اليوم بدأ يأخذ منحى التوازن الدولي، هناك المحور الأميركي – الأوروبي وهناك دول الـ"بريكس" (برازيل – روسيا – الصين جنوب أفريقيا – الهند) وهذه المعادلة الجديدة ستفرض اتفاق "يالطا" جديد للعالم والمنطقة، وبالتالي ليس مستغرباً على الإطلاق بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حل واقعي مع إيران بعد تفكيك لغم الملف النووي المثير للجدل، واعتراف أولبرايت بحق إيران النووي السلمي.. وفي حال حصول التسوية بين الكبار، يعني أنّ سورية ستصمد مع رئيسها بشار الأسد، ويعني أيضاً تغلغل ما يُسمى الحراك الشعبي إلى مشايخ وإمارات وسلطنات الخليج"، يضيف أسود حول الملف السوري: "لنفترض أنّ الشعب السوري منقسم إلى فئتين، لماذا تجاهل نسبة التأييد للرئيس الأسد التي تفوق نسبة 55 % وفق صحيفة الـ"Le Figaro" الفرنسية، ألم يحظى الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران بنسبة تأييد 55 % ليحكم الأخير ولايتين متتاليتين؟ أليسوا الـ55 % سوريين أولاً، وما دخل اللبنانيين أصلاً في هذا الموضوع ثانياً، لنترك الشعب السوري، يختار رئيسه ونظامه، شخصياً أطالب الرئيس نبيه بري إيقاف راتب النائب عقاب صقر، لأنه يعكّر صفو علاقات بلدين جارين.. فهل عقاب صقر نائباً مفترضاً عن مجلس النواب السوري؟" يسأل أسود.
الانتخابات النيابية.. والترشّح
وهل سيكون لقدامى القوات مرشحين في انتخابات عام 2013؟ يقول أسود: "في الأساس لسنا طامعين بالمراكز، لا نقبض الأموال لصرفها ولا نريد، نحن نعتبر أنفسنا "حراس ذاكرة المقاومة"، يهمنا أمر الشباب اللبناني، سيما الجامعيين والثانويين، عليهم قراءة التاريخ، وعليهم الاضطلاع ثمّ الاضطلاع ثم الاختيار، في انتخابات عام 2009 كان لدينا توجه لترشّح مسعود الأشقر وجوزيف الزايك وأنا، الأول عن بيروت الثاني عن كسروان وأسود عن المتن الشمالي أو الجنوبي.. هذه المرّة شخصياً لم أقررّ بعد خوض غمار الانتخابات، "بوسي" سيترشح عن الأشرفية والزايك سندعمه في كسروان في حال قررّ الاستمرار في الترشّح".
سلاح حزب الله
برأي أسود شباب حزب الله دفع أثماناً غالية للدفاع عن لبنان، "تسلموا مشعل الأمانة من جبل لبنان إلى جبل عامل، هذا السلاح قاتل الإسرائيلي وهذا الأمر بالغ الأهمية، اليوم سلاحهم لا يزال ضمن هذا الهدف، والكلام عن 7 أيار لا يصحّ من دون ذكر 5 أيار، نائب رئيس الموساد الإسرائيلي السابق قال إثر أحداث 7 أيار 2008، إنّه أفشل عمل 5 سنوات في بيروت الغربية.. لماذا لا يتحدثون عن ميليشيا "security plus" ودفع لكل شاب 850 ألف ل.ل، وتوزيع الشباب الآتي من عكار وطرابلس على أحياء بيروت، لفرض واقع مأزوم بين السنة والشيعة، والإتيان بقوات ردع عربية لتنفيذ انقلابهم، أحداث 7 أيار اسئصال لهذه الحالة، هذا السلاح يعطّل معادلة التوطين ويشلّ انحراف سلاح المخيمات الفلسطينية، خصوصاً أنّ الجيش اللبناني لا يمكن نزع سلاح الفلسطينيين بالقوة على طريقة نهر البارد من جهة، ويحمي لبنان ونفطه من جهة ثانية، ونحن في هذا المجال نخضع لرأي قيادة الجيش، فهل قال قائد الجيش جان قهوجي لا يريد المقاومة؟".
يتمنّى أسود من فريق الرابع عشر عدم قلب الحقائق واستسهال التلاعب بمشاعر قسم من اللبنانيين وهم أخواننا الشيعة، يقول: "كما أنّ للمسيحي مرجعية روحية هي الفاتيكان، وللسنة مرجعية هي مكة المكرمة في السعودية والأزهر في مصر، للشيعي مرجعية دينية روحية في العراق وإيران (النجف وقم)، هل يجب سحبها منه؟ يتحدثون عن ولاية الفقية ولا يعرفون معناها؟ حالهم حال هجومهم على حزب الله يهاجمونه لغايات سياسية، الحزب لديه مسؤولون يدافعون عنه، لكني أسألهم بصراحة، هل قرأوا الوثيقة السياسية الصادرة عن حزب الله في العام 2009؟ للأسف يأخذون الأمر "همروجة"، وبـ"همروجتهم" يأخذون البلد إلى الهاوية، حزب الله يتحدث ويحثّ اللبنانيين لأوسع مشاركة لبنانية في تحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن.. وفي الوثيقة يعتبر الحزب أن "لبنان هو وطننا ووطن الآباء والأجداد كما هو وطن الأبناء والأحفاد وكلّ الأجيال الآتية، وهو الوطن الذي قدمنا في سبيله أغلى التضحيات، هذا الوطن نريده لكلّ اللبنانيين على حدّ سواء، يحتضنهم ويشمخ بهم وبعطاءاتهم.."، ينهي أسود كلامه: "هل مسموح للمرأة في السعودية أن تقود سيارة، في إيران تقود المرأة الطائرة.. حزب الله لبنانيون ولديهم صرخة إسمعوها".
------------
تتألف هيئة قدامى مؤسسي القوات اللبنانية حالياً من الأعضاء السادة: جو إده رئيساً، إيلي أسود نائب رئيس، جوزيف الزايك أمين عام، مسعود الأشقر (بوسي) مستشار سياسي، الأب بشارة أبو ملهب مرشد روحي، ونويل قيومجيان أمين صندوق، روبير أبي سعد مسؤول الإعلام.. وغسان طويل أمين سر.
حوار صريح وعفوي وصادق، لا مواربة فيه، إنها صرخة ألم ناتجة من معاناة شبان لبنانيين لا يريدون لأبنائهم تذوق ويلات حرب لبنانية جديدة.. إيلي أسود صاحب بطاقة رقم 4 في القوات اللبنانية، ونائب رئيس هيئة قدامى ومؤسسي القوات، يخصّ قراء جريدة "الثبات" بحديث من القلب إلى القلب لتوجيهها إلى جميع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وطوائفهم.
كان اللقاء صريحاً وجريئاً لا مواربة فيه ولا تكلّف.. وليأتي الكلام موضوعياً كانت العودة للإرشاد الرسولي واتفاق الطائف والدستور ووثيقة حزب الله السياسية الصادرة عام 2009.
المشهد واضح جداً لحامل بطاقة رقم 4 في القوات اللبنانية إيلي أسود، الصورة بأبعادها المختلفة لبنانياً أو مسيحياً وبشقها المحلي أو الإقليمي - الدولي، نحن مشرقيون أبناء هذه الأرض المقدسة، ولبنان كمقرّ للأقليات هو وطن الرسالة والأنموذج الحضاري للشرق والغرب، كما يقول قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، برأيه اليوم هناك صراع للحفاظ على الوجود المسيحي، وفي لبنان نظرتان مختلفتان، الأولى تريد وتدعم المسيحيين للحفاظ على اطلالتهم الحضارية المميزة، إنسجاماً مع تاريخ الموارنة والمسيحيين الذين حموا اللغة العربية من "التتريك"، يقول: "نحن مشرقيون لا غربيون، المسيح عاش هنا، وخصّ لبنان أولى عجائبه في "قانا الجليل"، يضيف أسود: "هناك منطق مسيحي آخر يُعكّز على منطق "الشريعة" الإسلامية للوصول إلى السلطة، وفي نهاية الأمر هذا المنطق يأخذنا عن علم أو جهل لمنطق دفع "الجزية" والـ"إشمل"، فيكون مصيرنا إمّا الذبح على الطريقة الأفغانية أو تغيير ديننا أو الهجرة.."، قاطعناه للاستعلام وللاستفهام؟ يردّ أسود بكثير من الجدية، "علينا العودة إلى الصراع السنّي – الشيعي الذي يُعمل على إذكائه في المنطقة، تاريخياً شهدت العلاقة المسيحية – الشيعية صفحات تعاون واستقرار أكثر ممّا كانت عليه مع السنّة، في ذاكرتنا الجماعية لم يتعرض الشيعي للمسيحيين، العلاقة مع الأخوة السنة (بحكم كونهم أصحاب السلطة تاريخياً) شابها جو مع التوتر مع كافة الأقليات، ونحن بصراحة مسيحيون وسنة على مدى 50 عاماً بعد الاستقلال فشلنا في بناء وطن حقيقي، دولتنا كانت مزرعة، وللأسف تآمر العالم كلّه على المسيحي وقبلت السنية السياسية بالتآمر عليهم لتغيير معادلة السلطة الداخلية، وأقحموا الفلسطيني الذي أراد من لبنان وطناً بديلاً له"، يتوقف أسود قليلاً ثم يتابع حديثه: "الحريرية السياسية اليوم تتحدث عن "لبنان أولاً"، هذا الفريق السياسي للأسف لا يرضى بالمشاركة في الحكم، اعتادوا الحكم بانفراد، رفيق الحريري دوّن على السراي الحكومي "لو دامت لغيرك لما آلت إليك"، يا ليت الحريرية السياسية تطبّق هذا الشعار، الرئيس سليم الحص يضع على مكتبه "يبقى المسؤول قوياً إلى أن يطلب خدمة لنفسه، هل آل الحريري يطبقون منطق الشراكة الوطنية، أم يمارسون سياسة أمراء الخليج؟ الفرد في المشيخات والمملكات لا يقترب من صاحب السمو لمسافة 50 متراً، التعاطي بمعظمه يكون من خلال المستشارين، ووفق منطق الهبات المالية".
يتذكّر أسود معاناة المسيحيين وضرورة توحيد الجهود اليوم للحفاظ على وجودهم، يقول: "طرد الرئيس سليمان فرنجية المبعوث الأميركي دين براون، إثر طلب الأخير قبول الهبات المالية (11 ألف دولار لكلّ عائلة) لتهجير المسيحيين من لبنان والإتيان بالبواخر، فكار ردّ سليمان الجدّ حاسم بقوله "لديّ ولدان (صبيان) والشيخ بيار الجميل لديه شابان، والرئيس كميل شمعون لديه شابان أيضاً، وخلفهم من خلفهم، يوم الذي نموت جميعاً بإمكانكم التصرّف وفرض إرادتكم علينا".
جائزة "اللوتو"
يعتبر أسود أنّ حراك هيئة قدامى مؤسسي القوات جاء نتيجة تقاعس القيادة الحالية من القيام بواجباتها، يقول: "ظهورنا العلني جاء في العام 2007، بعد غزوة السلفية الجهادية حلفاء السيّد جعجع للأشرفية في 5 شباط 2006، وبعد اعتدائهم على الكنائس والناس وأملاكهم، وجاء نتيجة سوء إدارة القوات اللبنانية تنظيمياً وإدارياً ومالياً، رقم بطاقتي "4"، قبلي لا يوجد غير كميل شمعون وبيار الجميل (الجدّ) وبشير الجميل ثمّ إيلي أسود، هل مسموح ألا يُسألا فادي افرام (رئيس القوات اللبنانية 13 أيلول 1982 و9 تشرين الأول 1984) على سبيل المثال عن مقاربة من ضحوا داخل القوات، حزب الكتائب اللبنانية رغم الصراعات الجذرية بين من تناوبوا على رئاسة الحزب، حافظوا على تعليق صور رؤسائهم من بيار الجميل إلى إيلي كرامي فمنير الحاج إلى جورج سعادة فكريم بقردوني، هناك أصول واحترام للذين سبقوك، للأسف جعجع ينصّب نفسه قائداً أوحد للقوات، وهذا الأمر فيه احتيال وتدجيل وكذب، لأنّ وصوله إلى رأس هرم القوات جاء نتيجة الغدر والعنف والقتل والتصفيات".
مسيرة القوات برأي أسود، لا يمكن حذفها من الوجدان المسيحي، القوات ليست حزباً، قالها الرئيس بشير الجميل ونحن نرددها من ورائه، "هذا الوجدان إمّا أن تربحه القوات وإمّا تخسره، مع بشير كانت القوات تحظى به، مع سمير خسرته، وإلاّ فما هو سبب نجاح العماد ميشال عون مرتين متتاليتين في كسروان وجبل لبنان بأكمله؟"، ويضيف أسود: "جعجع غير قادر على مخاطبة الكبار، فيستعيض عنهم بمحاكاة غرائز الصغار، فلهذا السبب أطلب من الجامعيين والطلاب الاضطلاع على سيرة كلّ شخص قبل التحزّب لأي سياسي، أمر آخر يجب التوقف عنده، من أين لجعجع كلّ هذه الأموال وهو الرجل الوحيد الذي لم يمارس أيّ مهنة؟"، يضحك أسود مستهزئاً "مارست عمل المحاماة لمدة 40 عاماً، واستلمت 4000 ملف، ولم أنشئ ثروة، ليس لحدّ علمي أنّ السيد جعجع ربح ورقة "لوتو"، والأستاذ الكبير غسان تويني نعت قصر معراب بالقلعة، رافضاً تكرار الزيارة".
برأي أسود على جعجع تحمّل ما اقترفه من جرائم، حظي بالعفو عام 2005، "عال"، عليه أن يقوم بمراجعة ذاتية، أطالبه باعتزال السياسة، وبأقل تقدير إنشاء لجنة مصغرّة من بعض الأشخاص الموثوق بهم لاستنهاض القوات وتصفية الأمور، سألناه عن الأسماء، يضحك قائلاً: "تصوّر أنّ جماعته تقول إنه لا توجد أسماء لدينا، هناك شخص واحد اسمه سمير جعجع، هو بشخصه مع زوجته يقودان القوات، عن أيّة ديمقراطية يتحدث جعجع، إنها أوتوقراطية حزبية".
معراب
عن التواصل وضرورته يقول أسود: "رفضت مقابلته في معراب، إثر الدعوى المقدمّة من قبلي على سمير جعجع أمام محكمة المطبوعات منذ سنوات، على خلفية قدح وذمّ من قبل موقعهم الإلكتروني، تناولوا شخصي بطريقة مسيئة ولا أخلاقية، فاتصلت بالنائب جورج عدوان طالباً منه تصحيح تلك المهزلة، فكان جواب الأخير أنّ سمير جعجع لا يقبل بالذي يحصل، ومع رفضهم إزالة الإساءة عن موقعهم والاعتذار، قدمت دعوى قضائية بحقّهم، لأنه لا يجوز التطاول على كرامات الناس، فأرسل جعجع وفداً ضمّ مدير مكتبه إيلي براغيت وشخصين من آل مطر والعازوري، وتمنوا عليّ سحب الدعوة بعد الإطراء والاحترام الذين تحدثوا فيه عن شخصي، على اعتبار أنّ الموقع الإلكتروني لحزب القوات اللبنانية، ينقسم إلى شقين؛ أحدهما في لبنان والآخر في أميركا، والحزب لا يمتلك سلطة الوصاية على من هم في أميركا"، يضيف أسود "بعد سحب الدعوى، نقلوا لي رغبة جعجع اللقاء بي، وكان جوابي في حينها، لا أعترف بمعراب لا أرضاً ولا بناءً ولا سكاناً، فليكن اللقاء في أحد الأديرة، ومع اقتراب الانتخابات النيابية عام 2009، تمّ تأجيل اللقاء، وفيما بعد لم يحصل اللقاء".
يوضح أسود أنّ خلافه مع جعجع ليس شخصياً، إنه خلاف سياسي إداري محض، يقول: "إلباس الجهاديين" كرافات وجعلهم ديمقراطيين وفق النموذج التركي الأردوغاني لا يصحّ معنا، وإن أراد جعجع التكلم بالشريعة نحن مستعدون، ما الذي يحصل لأقباط مصر اليوم؟ أقباط مصر يلاقون اليوم الاضطهاد ومنبوذون، وكنائسهم تدمّر وهم فريسة تطرف إسلامي، وجعجع يحدثنا عن "حكم الإخوان"، هذه الفئة لا تؤمن بالديمقراطية على الإطلاق، كيف نأتي بمن أُغسلت أدمغتهم دينياً ليمارسوا الديمقراطية، الديمقراطية يمارسها أشخاص وأعون وأحرار الضمير ومنفتحون على الآخر، ولا يمارسها أشخاص يعتبرون كلّ آخر مختلف كافر".
من انتخب جعجع؟
نسأله عن علاقة قدامى مؤسسي القوات مع مؤسس فرقة "الصدم" حنا العتيق، يردّ: "حنا العتيق أحد أبطال المقاومة، ضحّى واستمرّ مع جعجع رغم معاركه مع العماد ميشال عون والجيش اللبناني، هذا الرجل انتفض في النهاية، رأى أخطاءً معينة تتعلق بالإدارة والسياسة وشاهد الهيمنة والتسلّط، لماذا لا يستمعون إليه؟ الفرق بيننا وبينهم أنه جاء إلينا، واستمعنا إلى هواجسه؟ طلب الإصغاء إليه، فهل نقول له "لا"؟ جلّ ما حصل هو استعراض المشكلة، وبرأي "الحنون" يجب استرداد القوات اللبنانية لأنها منحرفة، القوات في مكان، وجعجع ومن معه في مكان آخر.. ونحن حتى اليوم ما زلنا ضمن هذا الإطار من النقاش".
يعدد أسود النقاط الذي يختلف فيها مع جعجع، فيقول: "أولاً، هناك قراءة خاطئة من قبله لحكم الشريعة، حلفاؤه، هؤلاء يؤمنون بالديمقراطية مرّة واحدة، وسبق وشاهدنا ديمقراطية الجهادية العظيمة في أفغانستان والعراق وتونس وليبيا ومصر، وسبق واختبرنا ممارساتهم الديمقراطية في لبنان في المخيمات الفلسطينية وفي قتل القضاة الأربعة وفي الضنية وفي ذبح الشهيد ميلاد النداف بالطريقة الوحشية، ومن خلال مآثر فتح الإسلام في نهر البارد، ثانياً اتفاق الطائف الذي أفقد المسيحيين صلاحياتهم لا يزال جعجع يطالب بتطبيقه، خصوصاً أنّ الإرشاد الرسولي الصادر عام 1996 يتحدث عن مسألة ضرورة تطوير النظام السياسي في لبنان، ثالثاً يجب إيقاف هجومه على بكركي وعلى البطريرك الراعي، سيما أنّ كلامه الفوقي أمر مرفوض كلياً من قبلنا، رابعاً نطالبه بالاستقالة وتأليف لجنة مهمتها إعادة صياغة النظرة السياسية والإدارية والمالية الجديدة للقوات اللبنانية، لأن أموال القوات التي أعطيت من دم وعرق المجتمع المسيحي ليسوا لجعجع ولعائلته ليتمتعوا بها، فيما عائلات الشهداء تتضوّر جوعاً.. خامساً، يجب إعادة مؤسسات القوات اللبنانية ومن بينها الـ"lbc" إلى عهدة أشخاص موثوقين بهم، لأنّ جعجع كما مدير المحطة بيار الضاهر أساءا الأمانة، ونحن كهيئة قدامى لن نتخلى عن إعادة حقوق المسيحيين المشروعة.. سادساً يجب إعادة مال المجتمع المسيحي ووضعه بتصرف البطريرك شخصياً وأخصائيين لإنفاقه على عائلات الشهداء، وعلى شباب المجتمع المسيحي المهاجر والمُهجّر"، سألناه عن قدرة جعجع تنفيذ هكذا شروط، يردّ أسود: "يصطفل" سنتركه مع ضميره وربّه، هذه هي رؤيتنا، وإلاّ ليكمل كلّ منا طريقه.
يطالب صاحب بطاقة رقم 4 في القوات جعجع إيقاف تحالفه مع داعمي التوطين، يقول: "كانوا يتحدثون من أنّ التوطين فزاعة، ما رأيهم بتنازل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن حق العودة والقرار الأممي 194 أي التوطين؟ الأمر ليس "فزاعة" بل أمر واقع، وللأسف أشارت وثائق ويكيلكس إلى قبول جعجع بتوطين 130 ألف فلسطيني من دون أن ينكر الأخير ذلك ولو بخجل! يريدون نزع سلاح حزب الله لفرض التوطين، ونحن نقولها بالفم الملآن، ما دام سلاح حزب الله موجوداً لن يمرّ التوطين، ليتفضلوا وينزعوا سلاح المخيمات الفلسطينية، والسلاح العسكري الجهادي بسورية يريد دولة إسلامية.. وباعتراف رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا وفق تصريح له على محطة الـ"bbc"، أكّد أنّ الجهاديين يريدون إقامة دولة إسلامية، إذاً رهان مسيحيي من تبقى في 14 آذار على حكم الشريعة لإنصاف المسيحيين فيه قصر نظر وعدم معرفة بسياسة رئيس الوزراء التركي أردوغان، لأنّه يقدّم الإسلاميين أصحاب اللحى مع "الكرافات" إلى الغرب، من أجل إنشاء سلطنة إخوانية جديدة على شاكلة السلطنة العثمانية".
الخريف العربي.. وسورية
مقاربة إيلي أسود لما يُسمّى الـ"ربيع العربي" مختلفة جداً عمّا هو يسوّق لها إعلامياً، يقول: "إنها خريف عربي، هناك جنوح للفوضى وللأسلمة المغلوطة، الصراع اليوم بدأ يأخذ منحى التوازن الدولي، هناك المحور الأميركي – الأوروبي وهناك دول الـ"بريكس" (برازيل – روسيا – الصين جنوب أفريقيا – الهند) وهذه المعادلة الجديدة ستفرض اتفاق "يالطا" جديد للعالم والمنطقة، وبالتالي ليس مستغرباً على الإطلاق بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حل واقعي مع إيران بعد تفكيك لغم الملف النووي المثير للجدل، واعتراف أولبرايت بحق إيران النووي السلمي.. وفي حال حصول التسوية بين الكبار، يعني أنّ سورية ستصمد مع رئيسها بشار الأسد، ويعني أيضاً تغلغل ما يُسمى الحراك الشعبي إلى مشايخ وإمارات وسلطنات الخليج"، يضيف أسود حول الملف السوري: "لنفترض أنّ الشعب السوري منقسم إلى فئتين، لماذا تجاهل نسبة التأييد للرئيس الأسد التي تفوق نسبة 55 % وفق صحيفة الـ"Le Figaro" الفرنسية، ألم يحظى الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران بنسبة تأييد 55 % ليحكم الأخير ولايتين متتاليتين؟ أليسوا الـ55 % سوريين أولاً، وما دخل اللبنانيين أصلاً في هذا الموضوع ثانياً، لنترك الشعب السوري، يختار رئيسه ونظامه، شخصياً أطالب الرئيس نبيه بري إيقاف راتب النائب عقاب صقر، لأنه يعكّر صفو علاقات بلدين جارين.. فهل عقاب صقر نائباً مفترضاً عن مجلس النواب السوري؟" يسأل أسود.
الانتخابات النيابية.. والترشّح
وهل سيكون لقدامى القوات مرشحين في انتخابات عام 2013؟ يقول أسود: "في الأساس لسنا طامعين بالمراكز، لا نقبض الأموال لصرفها ولا نريد، نحن نعتبر أنفسنا "حراس ذاكرة المقاومة"، يهمنا أمر الشباب اللبناني، سيما الجامعيين والثانويين، عليهم قراءة التاريخ، وعليهم الاضطلاع ثمّ الاضطلاع ثم الاختيار، في انتخابات عام 2009 كان لدينا توجه لترشّح مسعود الأشقر وجوزيف الزايك وأنا، الأول عن بيروت الثاني عن كسروان وأسود عن المتن الشمالي أو الجنوبي.. هذه المرّة شخصياً لم أقررّ بعد خوض غمار الانتخابات، "بوسي" سيترشح عن الأشرفية والزايك سندعمه في كسروان في حال قررّ الاستمرار في الترشّح".
سلاح حزب الله
برأي أسود شباب حزب الله دفع أثماناً غالية للدفاع عن لبنان، "تسلموا مشعل الأمانة من جبل لبنان إلى جبل عامل، هذا السلاح قاتل الإسرائيلي وهذا الأمر بالغ الأهمية، اليوم سلاحهم لا يزال ضمن هذا الهدف، والكلام عن 7 أيار لا يصحّ من دون ذكر 5 أيار، نائب رئيس الموساد الإسرائيلي السابق قال إثر أحداث 7 أيار 2008، إنّه أفشل عمل 5 سنوات في بيروت الغربية.. لماذا لا يتحدثون عن ميليشيا "security plus" ودفع لكل شاب 850 ألف ل.ل، وتوزيع الشباب الآتي من عكار وطرابلس على أحياء بيروت، لفرض واقع مأزوم بين السنة والشيعة، والإتيان بقوات ردع عربية لتنفيذ انقلابهم، أحداث 7 أيار اسئصال لهذه الحالة، هذا السلاح يعطّل معادلة التوطين ويشلّ انحراف سلاح المخيمات الفلسطينية، خصوصاً أنّ الجيش اللبناني لا يمكن نزع سلاح الفلسطينيين بالقوة على طريقة نهر البارد من جهة، ويحمي لبنان ونفطه من جهة ثانية، ونحن في هذا المجال نخضع لرأي قيادة الجيش، فهل قال قائد الجيش جان قهوجي لا يريد المقاومة؟".
يتمنّى أسود من فريق الرابع عشر عدم قلب الحقائق واستسهال التلاعب بمشاعر قسم من اللبنانيين وهم أخواننا الشيعة، يقول: "كما أنّ للمسيحي مرجعية روحية هي الفاتيكان، وللسنة مرجعية هي مكة المكرمة في السعودية والأزهر في مصر، للشيعي مرجعية دينية روحية في العراق وإيران (النجف وقم)، هل يجب سحبها منه؟ يتحدثون عن ولاية الفقية ولا يعرفون معناها؟ حالهم حال هجومهم على حزب الله يهاجمونه لغايات سياسية، الحزب لديه مسؤولون يدافعون عنه، لكني أسألهم بصراحة، هل قرأوا الوثيقة السياسية الصادرة عن حزب الله في العام 2009؟ للأسف يأخذون الأمر "همروجة"، وبـ"همروجتهم" يأخذون البلد إلى الهاوية، حزب الله يتحدث ويحثّ اللبنانيين لأوسع مشاركة لبنانية في تحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن.. وفي الوثيقة يعتبر الحزب أن "لبنان هو وطننا ووطن الآباء والأجداد كما هو وطن الأبناء والأحفاد وكلّ الأجيال الآتية، وهو الوطن الذي قدمنا في سبيله أغلى التضحيات، هذا الوطن نريده لكلّ اللبنانيين على حدّ سواء، يحتضنهم ويشمخ بهم وبعطاءاتهم.."، ينهي أسود كلامه: "هل مسموح للمرأة في السعودية أن تقود سيارة، في إيران تقود المرأة الطائرة.. حزب الله لبنانيون ولديهم صرخة إسمعوها".
------------
تتألف هيئة قدامى مؤسسي القوات اللبنانية حالياً من الأعضاء السادة: جو إده رئيساً، إيلي أسود نائب رئيس، جوزيف الزايك أمين عام، مسعود الأشقر (بوسي) مستشار سياسي، الأب بشارة أبو ملهب مرشد روحي، ونويل قيومجيان أمين صندوق، روبير أبي سعد مسؤول الإعلام.. وغسان طويل أمين سر.